عنوان المقال مرونة الذكاء البشري مقابل الجينات الغريزية لدى الأنواع الأخرى

في النقاش حول العلاقة بين القدرات المعرفية للإنسان والأجناس الأخرى، يُشير معظم المشاركين، وخصوصاً دانية بن الطيب، إلى أن الزيادة الهائلة في حجم العقل البشري لم تكن لخدمة القدرة ذاتها إلا للمعرفة المركبة واستيعاب المعلومات المعقدة. هذا التفوق المعرفي يتيح للإنسان الابتكار والتعلم المستدام، وهو أمر غير ممكن بدون فترة طويلة نسبياً من التعليم والتفاعل الاجتماعي. تُستخدم عبارات مثل “التعطيل الاستراتيجي” للإشارة إلى أن البشر، رغم فقدان بعض السمات الطبيعية الفطريات عند الولادة، لديهم قدرة فريدة للتكيّف مع بيئات مختلفة ومتغيرة باستمرار. هذه المرونة تُعتبر مكسباً رئيسياً للبشر، حيث تُعتبر مرونة العقل الإنساني المفتاح لفهم السبب وراء عدم وجود ذاكرة للأجيال السابقة. هذه المرونة ضرورية لتطور المجتمع البشري وتعزيز العلم والمعرفة. يُخلص الجدال إلى أن الفروقات في قدرات الدماغ ليست مجرد مسألة كمية فيما يتعلق بحجم الدماغ؛ بل إنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بدرجة تعقيده وكفاءته في التعامل مع المشكلات المعقدة والمهام الاجتماعية والتقنية المختلفة. وبالتالي، فإن تمكين أو تشغيل ذكائنا ليس أمراً ثابتاً، ولكنه عملية ديناميكية ومستمرة طوال الحياة، حيث تلعب التجربة الشخصية دوراً أساسياً في تشكيل فهمنا للعالم من حولنا.

إقرأ أيضا:التزكية الروحية في عصر التقنية
السابق
الوصول إلى الحقيقة نسبيّة مطلَق أم وهم دفين؟
التالي
دور التعليم في تقسيم المجتمع

اترك تعليقاً