تُظهر فتوى الزكاة في الإسلام مرونة الشريعة وتيسيرها للمسلمين، حيث تُعتبر الزكاة واجباً على كل مسلم قادر عليها، بشرط أن يبلغ ماله النصاب، وهو مقدار يساوي وزن غرامًا من الذهب الخالص، وأن يكون هذا المال ملكاً كاملاً وملكيته مستمرة لمدة عام هجري كامل دون انقطاع. نسبة الزكاة ثابتة ولا تتغير، وهي ربع العشر (2.5%) من المال المدخر الذي تجاوز الحد الأدنى للنصاب. هذه النسبة صغيرة مقارنة بالمال الكلي، مما يجعلها سهلة التحقيق بالنسبة لغالبية المسلمين القادرين.
ومع ذلك، في حالة وجود صعوبات اقتصادية غير متوقعة مثل البطالة الطويلة أو الديون الباهظة، يجيز الفقهاء تأجيل دفعات الزكاة مؤقتاً حتى تعود الأمور إلى وضعها الطبيعي. هذا يدل على المرونة والتيسير الذي يحمله الدين الإسلامي لخدمة مجتمعه بشكل أفضل تحت كافة الظروف. فالشريعة الإسلامية تهدف إلى تحقيق التوازن بين الواجبات الدينية والظروف الاجتماعية والاقتصادية للمسلمين.
إقرأ أيضا:كتاب الجدول الدوري: مقدّمة قصيرة جدًا