مدينة القيروان موقعها التاريخي وجذورها العميقة في تونس

تعد مدينة القيروان، الواقعة في الجمهورية التونسية، واحدة من أهم المواقع التاريخية في البلاد، حيث يعود تاريخها إلى القرن السابع الميلادي عندما أسسها الصحابي عقبة بن نافع الفهري كمقر إداري وثقافي للعاصمة الإسلامية الأولى في شمال أفريقيا. تُعرف القيروان باسم “أم القرى الثانية”، وهي تشهد على التحولات الثقافية والحضارية العديدة خلال فترات حكم المسلمين للأندلس وتونس الحالية. تقع المدينة على بعد حوالي 156 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة تونس، وتضم مجموعة متنوعة من المعالم والمعابد التاريخية التي تعكس تراثها الغني والثري. من أبرز معالمها جامع عقبة بن نافع الكبير، الذي يعد أول مسجد بني خارج شبه الجزيرة العربية ويعتبر رمزاً للهوية الإسلامية في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، تضم المدينة الجامع العمري الكبير ذو الهندسة المعمارية الرائعة والمنحوتات الدقيقة، وقصر الرشيد، ومسجد حبيب بن أبي عبيد، وغيرها الكثير مما يجعلها وجهة ثقافية لا بد منها لكل مهتم بتاريخ الإسلام والعرب. كما تشتهر القيروان بكرم سكانها وأطباقها التقليدية الشهية، مثل البريك والكونيت المحشو بمختلف أنواع الجبن والفلفل الأخضر والزيتون والبصل المشوي والخضروات الأخرى. وفي رمضان تحديداً، تتزين الشوارع بشرائط الإنارة وتعج بالحيوية أثناء تناول الإفطار الجماعي حول محيط المساجد والساحات العامة. خلاصة القول، إن مدينة القيروان ليست مجرد مكان له مكانة دينية وحسب؛ بل هي أيضاً مصدر فخر لتراث عربي وإسلامي مميز عبر قرون مضت، فهي ليست فقط نقطة جذب سياحية هامة بسبب مواقعها التاريخية الآثارية ولكن أيضا لأنها تحتفظ بروح الماضي العربي الإسلامي الحي الذي يلهم الجميع بتنوعه الثري وفخره العميق بجذوره المترامية الأطراف والتي تمتد لأكثر من قرن كامل.

إقرأ أيضا:أبو زكريا يحيى بن العوام 
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم:
السابق
مدن فلسطين المهجرة آثار تهجير السكان الفلسطينيين وحجم الدمار الاقتصادي والثقافي
التالي
تحديات الذكاء الاصطناعي الأخلاقية التوازن بين التقدم والتأثيرات الاجتماعية والاقتصادية

اترك تعليقاً