مدينة فاس المُشرقة تراث ثقافي وموروث معماري خالد

مدينة فاس، الواقعة بشمال شرق المغرب، هي جوهرة ثمينة من كنوز العمارة الإسلامية والتاريخ الغني لمغرب الأندلس. تأسست المدينة على يد الأمير إدريس بن عبد الله عام 808 ميلادي، لتكون نواة لدولة إدارية راسخة. شهدت فاس ازدهارًا علميًا ودينيًا استقطب طلاب العلم من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، حتى أوروبا نفسها. جامعة القرويين، التي تأسست عام 857 ميلادي، تعد أول مؤسسة تعليم عليا خارج حدود الوطن الأم للأمة العربية والإسلامية.

تتميز فاس بآثارها التي تحكي حكايات القرون الخالية، مثل المدارس والمعاهد الدينية، حيث تعتبر المدرسة البوعنانية مثالًا بارزًا لحسن التطبيق العمراني والفني. كما تضم المدينة ساعة مائية وصومعة جميلة فوق سطح مبنى المدخل الرئيسي لجامع القرويين، الذي يعد أحد أبرز المواقع الروحية والثقافية بالمغرب. هذا الجامع ليس مجرد قبلة للحجاج المحليين فحسب، بل أيضًا للعلماء الباحثين، حيث تستوعب قاعاته الثمانية آلاف مصلي، بينما تضفي مكتبتها الوطنية نكهة مميزة كونها تحتفظ بمجموعة نادرة من المؤلفات المقدسة.

إقرأ أيضا:كتاب المملكة الحيوانية

بالإضافة إلى ذلك، يعتبر المسجد الأندلسي مثالًا مثيرًا للاهتمام لهندسته المعمارية، والتي تشبه بصورة ملفتة تلك الخاصة بجامع القرويين. أما زاوية مولاي إدريس الثاني فتشهد على مدى حب السكان للعظمة وأنبل أشكال التألق التجسدي لهم. أخيرًا، برج شمالي كان له دور دفاعي سابق ولكنه اليوم أصبح رمزًا حضاريًا مهمًا لما يدل عليه من عبقرية تصميم وتمثيل تاريخي للقوة البطولية.

تُظهر هذه المعالم الثقافية والدينية جمال وفخامة مدينة فاس كوجهة سياحية وثقافية هائلة تحافظ بكل سرور على تفاصيل طابع حياتها الشعبي المتنوع ومتنوع السياحات المنوعة المنتشرة بكافة ربوع أرضها المباركة.

مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم:
السابق
العنوان التغيرات البيئية وتأثيرها على الصحة العامة
التالي
مدينة الباب جوهرة تاريخية في ريف حلب السوري

اترك تعليقاً