مظاهر الحياة العقلية عند العرب في العصر الجاهلي

مظاهر الحياة العقلية عند العرب في العصر الجاهلي كانت متنوعة ومتأثرة ببيئتهم الصحراوية وطبيعة حياتهم. كان العرب الجاهليون يمتلكون معرفة عميقة بعلم الأنساب، الذي كان بمثابة علم التاريخ، حيث كانوا يهتمون بتعريف كل قبيلة وأمّة بنسبها وإنجازاتها والحروب التي دارت بينها. كما برعوا في الطب، حيث استخدموا الأعشاب والكيّ للعلاج، وأدخلوا العرافة والشعوذة في مجال الطب، معتقدين أن الأرواح الشريرة تسبب الأمراض. كان لديهم أطباء معروفون مثل الحارث بن كلدة، كما عرفوا البيطرة وعلاج الحيوانات. في الأدب، اشتهروا بقول الحكمة والمثل والخطابة والشعر. كانت القيافة، وهي تتبع الأثر في الأرض والرمل، من مهاراتهم البارزة، حيث كانوا يعرفون نسب الرجل من صورة وجهه. شاعت العرافة والكهانة بشكل كبير، حيث كانوا يتنبؤون بالغيب من خلال ملاحظة حركات الطيور، وكان لهم عرّافون مشهورون مثل رباح بن عجلة. على الرغم من شيوع العرافة، إلا أن هناك من رفضها واعتبرها كذباً واحتيالاً. كما كانت لديهم معرفة بالنجوم والرياح والسحب، وهو ما يعرف حالياً بعلم الفلك، حيث كانوا يستخدمون هذه المعرفة لتوقع موعد سقوط المطر والتخوف من الجفاف والجدب.

إقرأ أيضا:كتاب الفكر الجغرافي والكشوف الجغرافية
السابق
دولة الخلافة الإسلامية
التالي
كيفية قضاء الصلوات الفائتة حسب رأي ابن عثيمين

اترك تعليقاً