منهج أبو حنيفة النعمان

اتسم منهج أبي حنيفة النعمان في الفقه والحديث بالتميز والاعتناء العميق. فقد كان يعتمد على تقديم الخبر، حتى وإن كان في حد الآحاد، على القياس، بشرط أن يكون راويه عدلاً. هذا النهج أكسبه مكانة مرموقة بين أئمة الحديث، حيث اعترفوا ببراعته في ضبط الحديث وحفظه. رغم ذلك، لم يكن معروفًا بكثرة الرواية بسبب تركيزه على استنباط المسائل من الأدلة، وهو نهج اتبعه الصحابة مثل أبي بكر وعمر. كان أبو حنيفة يروي فقط ما يحفظه، كما يشهد بذلك رواية الخطيب عن إسرائيل بن يونس.

في الفقه، كان منهج أبي حنيفة قائمًا على ملازمة الشيوخ العلماء والتعلم منهم مباشرة. كان يجتمع بتلامذته لمناقشة المسائل الفقهية المتوارثة والجديدة، ثم يرفعونها إليه للحصول على رأيه. هذا النهج جعل منه مذهبه مذهب شورى. بالإضافة إلى ذلك، كان أبو حنيفة متميزًا في علم الكلام وأصول الدين، حيث استطاع مناظرة أهل الإلحاد والضلال بنجاح.

إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : العَايْق

شيوخه كانوا من أبرز العلماء في عصره، مثل حماد بن أبي سليمان صاحب إبراهيم النخعي، وعطاء بن أبي رباح بمكة المكرمة، وعطية العوفي، وغيرهم الكثير من التابعين. هذا التراث العلمي الغني جعل من أبي حنيفة إمامًا فقهيًا بارزًا في التاريخ الإسلامي.

مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم:
السابق
تفسير آية (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين)
التالي
أكل أموال الناس

اترك تعليقاً