كان لسان العرب، الذي يعد من أهم الأعمال المرجعية في اللغة العربية، نتاج رحلة تأليف طويلة ومفصلة قادها العلامة محمد بن مكرم البغدادي، المعروف بابن منظور الإفريقي. بدأ ابن منظور جمع معجمه منذ سن مبكرة، مستلهمًا أفكارًا وملاحظات حول الخصائص الصوتية والمعاني المختلفة لكافة مفردات العربية. لم يقتصر عمله على جمع المصطلحات فحسب، بل تعمق أيضًا في دراسة السياقات والتراكيب النحوية والاشتقاقيات، مما جعله مرجعًا لا غنى عنه للمتحدثين والإصلاحيين اللغويين. على الرغم من عدم اكتمال الكتاب خلال حياة ابن منظور بسبب وفاته سنة 711 هـ/1311 م، فقد استمر العمل فيه بعد ذلك بأيدي طلابه وأصحابه الذين أمضوا سنوات طويلة لإنتاج النسخ الأخيرة منه. نجاح لسان العرب لا يقتصر على حجمه الهائل فحسب، بل أيضًا بدقة التصنيف وإتقانه واستيعابه لسائر جوانب استخدام الحروف والكلمات الموجودة داخل لغتنا الأم. إنه شاهد حي على عبقرية وانجازات الرجل الواحد في ضبط وتحقيق تراث ثقافي غني ومتنوع حقًا.
إقرأ أيضا:ثورة الخوارج في بلاد المغرب دراسة بناء على أقدم الحوليات العربية المتوفرة- أعمل بالسعودية، وأديت الحج عن نفسي، وأرغب هذا العام أداء الحج عن والدتي، فقد سبق لها أداء العمرة، ول
- هل يجوز وأنا غير متزوجة أن أتخيل أني متزوجة من رجل ذي صفات إسلامية أو أنه رجل دين وأمارس ذلك في أغلب
- ماحكم من نذر أن يذبح شاة وأراد أن يوكل شخصا آخر بأن يباشر عملية الذبح بدلا منه؟
- أريد شرح باب ما جاء في العمة في كتاب موطأ مالك؟
- يا شيخ قال لي أحد الناس الذي يريد الاغتسال من الجنابة يجب عليه ألا يسقط شيئا من الماء الذي يغتسل به