تفسير آية وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد

تُعد آية “وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد” من الآيات البالغة في الدلالة على قوة التوكل والاعتماد على الله تعالى. تقع هذه الآية في سورة غافر، وهي جزء من خطاب النبي عيسى عليه السلام لأهل نجران، حيث يوضح لهم أنه قد قام بواجبه في دعوتهم إلى الحق، وأنه الآن يترك أمرهم إلى الله. تُظهر هذه الآية قوة التوكل والاعتماد على الله، حيث يترك النبي عيسى عليه السلام أمره إلى الله بعد أن قام بواجبه في الدعوة إلى الحق. هذا التوكل ليس مجرد ترك الأمور لله، بل هو ثقة كاملة بأن الله تعالى قادر على تحقيق المراد، وهو بصير بكل شيء، يعلم ما في نفوس الناس وما سيحدث في المستقبل. تُظهر الآية أيضًا أهمية التوكل في الإسلام، حيث يُعتبر التوكل من أهم صفات المؤمنين. فالتوكل يعني الاعتماد على الله في كل الأمور، مع القيام بالجهد والعمل، ثم ترك النتيجة لله. هذا التوكل لا يعني الكسل أو عدم العمل، بل هو ثقة بأن الله تعالى سيوفق الجهود وسيحقق المراد. كما تُظهر الآية علم الله تعالى الشامل، حيث يُطلق عليه بصير بالعباد. هذا العلم الشامل يشمل كل شيء، من أحوال العباد في الحاضر والمستقبل، إلى نواياهم وأفعالهم. هذا العلم الشامل يجعل التوكل على الله أمرًا منطقيًا، لأن المؤمن يعلم أن الله تعالى يعلم كل شيء ويقدر على تحقيق المراد. في الختام، تُظهر آية “وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد” قوة التوكل والاعتماد على الله، وأهمية هذا الصفة في الإسلام، كما تُظهر علم الله تعالى الشامل الذي يجعل التوكل عليه أمرًا منطقيًا ومقبولًا.

إقرأ أيضا:كتاب فيزياء الجسيمات
السابق
السميع سمات الربوبية والإحسان الإلهيّ
التالي
حكم التكهن في الإسلام دراسة شرعية

اترك تعليقاً