لماذا لقب أبو العباس السفاح بين الكرم وسفك الدماء

أُطلق لقب “السفاح” على أبو العباس السفاح، أول خلفاء الدولة العباسية، بسبب دلالات متضاربة تحملها هذه الكلمة. فمن جهة، تحمل صفة شرٍ تتعلق بالقتل وسفك الدماء، ومن جهة أخرى، تحمل صفة خيرٍ تدل على العطاء والسخاء والكرم. اختلفت الآراء بين العلماء حول دلالة هذه الصفة، فذهب البعض إلى أن المقصود هو حثي المال، وهو ما كان مشهوراً عن أبي العباس، بينما رأى آخرون أن المقصود هو سفح الدماء لا الأموال. وعلى الرغم من أن بعض المؤرخين نسبوا صفة سفك الدماء إلى أبي مسلم الخرساني، قائد الجيش العباسي، إلا أن هناك روايات تشير إلى أن أبي العباس كان معروفاً بكرمه وجوده. فقد روي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قول الرسول عليه الصلاة والسلام: “يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيا، لا يعده عددا”. هذا التشابه بين اسم أبي جعفر المنصور وأبي العباس السفاح أدى إلى إطلاق المؤرخين على الأول اسم عبد الله الأكبر وعلى الآخر عبد الله الأصغر. وبالتالي، يمكن القول إن لقب “السفاح” يعكس جانبين متناقضين من شخصية أبي العباس: جانب الكرم والعطاء وجانب سفك الدماء، مما يجعل تفسيره معقداً ومفتوحاً للتأويل.

إقرأ أيضا:كتاب أنظمة التشغيل للمبرمجين
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم:
السابق
أحكام الميم الساكنة في سورة مريم دراسة تفصيلية
التالي
دعاء التعار من الليل فضله وأحكامه

اترك تعليقاً