تتعدد الحكمة من حلق شعر المولود في الإسلام، حيث يهدف هذا الفعل إلى تحقيق عدة أهداف. أولاً، يعتبر حلق شعر المولود وسيلة لتعزيز النظافة وإزالة الأذى، حيث يكون شعر المولود غالباً متلطخاً بدم الولادة وأوساخها، مما يجعله عرضة للنجاسات والميكروبات. ثانياً، يشجع حلق شعر المولود على النمو الجديد للشعر، حيث يكون شعر المولود في بداية حياته ضعيفاً ورقيقاً، مما يجعل حلق الشعر وسيلة لتعزيز نمو شعر أقوى وأفضل.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر حلق شعر المولود وسيلة لتعزيز التكافل الاجتماعي بين المسلمين، حيث يتصدق الوالدان بوزن شعر المولود على الفقراء، مما يعزز الشعور بالمسؤولية الاجتماعية والفرح المشترك. كما أن حلق شعر المولود يعتبر مخالفة لعادات الجاهلية السابقة، حيث كانت عادة ذبح عقيقة للمولود وتلطيخ رأسه بدم العقيقة، بينما جاء الإسلام بتغيير هذه العادة إلى ذبح عقيقة وحلق شعر المولود وتلطيخه بالزعفران، وهو نبات زكي وفيه فوائد عظيمة.
إقرأ أيضا:التأثير الكبير للعربية على باقي اللهجات الوطنية بالمغربفي النهاية، يعتبر حلق شعر المولود سنّة مستحبّة في الإسلام، حيث يستدل الفقهاء على ذلك بوصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة عندما أنجبت ابنها الحسين بن علي، حيث أمرها بحلق شعره وتصدق بوزن شعره فضة. ومع ذلك، يرى الحنفية أن حكم حلق شعر المولود هو الإباحة، حيث ليس واجباً ولا سنّة عندهم.