نقض صلح الحديبية، الذي تم في العام السادس للهجرة، كان نتيجة مباشرة لعدة عوامل أدت إلى تصاعد التوترات بين المسلمين وقريش. رفض بعض زعماء قريش تنفيذ شروط الصلح التي كانت لصالح المسلمين، مما زاد من الاحتكاك بين الجانبين. بالإضافة إلى ذلك، تعرض النبي محمد صلى الله عليه وسلم للإساءة عندما وصل إلى الحرم بحجة الحج ولكنه لم يتمكن من الدخول بسبب معارضة القرشيين، مما أثار شعور المسلمين بالإحباط والاستياء.
كما ساهم تصاعد التوترات بين القبائل العربية الأخرى وأهل مكة في نقض الصلح. شعر العديد من القبائل بأنهم مستبعدون من وفورات التجارة والحماية الأمنية التي وُعدوا بها بموجب صلح الحديبية، مما دفعهم إلى البحث عن تحالفات جديدة. استغل البعض هذه الفرصة لإعادة فتح الجبهة العسكرية ضد المسلمين.
إقرأ أيضا:كتاب تعليم التفكير في الرياضيات: أنشطة إثرائيةفي النهاية، فرض المسلمون سيطرتهم بالقوة بعد غزوة الفتح للمدينة المنورة في العام الثامن الهجري، وبعد فتوحات أخرى مثل خيبر وتبوك. هذه الأحداث التاريخية جعلت الإسلام قوة عظمى تستطيع الدفاع عن نفسها وحمايتها الذاتية، بما فيها حج البيت الحرام بدون معارضة كبيرة. يمكن اعتبار نقض صلح الحديبية نقطة تحول مهمة في تاريخ الدعوة الإسلامية وفي تشكيل الدولة الإسلامية الأولى تحت راية الرسالة المحمدية.