هل يمكن نسب الملك والتدبير للمخلوق؟

في الإسلام، يُعتبر الملك والتدبير صفتين خاصتين بربوبية الله، ولا يمكن نسبتهما للمخلوق بشكل مطلق. رغم بعض الآيات التي قد تبدو أنها تنسب الملك للتابعين مثل الأزواج والمماليك، إلا أن هذه الملكية محدودة ومقيدة مقارنة بكامل ملك الله المطلق. فملك الإنسان قاصر عن ملك الله، فهو لا يشمل إلا شيئاً يسيراً من المخلوقات، كما أن ملكه قاصر من حيث الوصف، فهو لا يتصرف فيه إلا على حسب ما أذن له فيه شرعاً.

أما تدبير الإنسان فهو محصور بما تحت يده، ومحصور بما أذن له فيه شرعاً. فالإنسان لا يستطيع تدبير إلا ما كان تحت حيازته وملكه، ولا بد أن يكون تدبيره على وفق الشرع الذي أباح له هذا التدبير. وخلق الله تعالى وملكه وتدبيره عام مطلق لا يستثنى منه شيء. وبالتالي، بينما يمكن تسمية الإنسان الملك، ومعناه هنا ليس امتلاك مطلق شامل، بل هو ملك قاصر ومحدود. الإيمان بأن الله وحده يمتلك سيادة وسلطنة عامة وشاملة هي عقيدة أساسية في التوحيد، وهي أساس توحيد الربوبية.

إقرأ أيضا:كتاب الموسوعة الجغرافية (الجزء الثالث) 
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم:
السابق
استحباب مخالفة الطريق في صلاة العيد فقط
التالي
استكشاف عالم الفضاء رحلة عبر النجوم نحو فهم أكبر للكون

اترك تعليقاً